منذ ان يولد الانسان يظل متعطشا يبحث عن مفقود فعندما تتفتق مواهبه يتطلع بحب عميق للجمال . وهكذا حينما تتفاعل في نفسه الاحاسيس الجياشة شاباً. او حينما يتعلم أو يتنعم او يتألم فانه يظل يبحث عن ضائع لا يعرف كيف يهتدي اليه .ويتفقد محبوبا لا يدري كيف الوصول اليه .فيبحث عن حبيب مفقود ليس بغائب .وعن غائب هو شاهد وفوق كل شاهد وهو الله .سبحانه وتعالى .الذي هو أمنية الانسان والانسان والحلم الذي ينشده .
وفي اكثر الاحيان يظل الانسان الطريق اليه .تعالى .والقليل من الناس هم الذين يحظون بمعرفة الحبيب ففي التعرف عليه تكمن السعاده الحقيقية والحب العميق الذي يبعث في الفرد عشق الشهادة واختيار الموت رغم ان الموت ليس بالشيء العادي عند الانسان .
ولكن اتدري لماذا يحلو للعاشقين فيهرعون اليه سراعا .لانهم قد اكتشفوا أن وراء الموت لقاء مع الامل المنشود .لقاء الحبيب بالحبييب . وعندئذ تتحول مرارة الموت الى حلاوة دونها كل حلاوة ولذة فوق كل لذة .ونعمة لا يستطيع خيال الانسان أن يسبر غورها او يقطع مداها .
ولذلك اجاب ذلك الرسالي الذي لما يبلغ الحلم بعد عمه الحسين عليه السلام عندما سأله
قائلاً :يا قاسم كيف تجد الموت عندك ؟
فأجابه على الفور في نصرتك ياعم احلى من العسل .
وما هذا الجواب له وحده . وانما لكل انسان مؤمن عاش طويلا يحلم بيوم اللقاء . يوم يلتقي بالرفيق الاعلى .
ترى عم يبحث الانسان ؟ وماذا يريد من حياته والى ما يطمح .
عندما يجوع يزعم ان سعادته في كسرة خبز يسد بها رمقه .فأذا مانالها ظن ان هناءه في شربة ماء تطفئ ظمأه ولكنه في الحقيقة ما يزال بعيدا عن هدفه .*
الداعية الصغيرة ..:.. نجود عودة المحاسنه ♡